السبت، 17 سبتمبر 2022

اللغة .. في أدب الأطفال

 اللغة .. في أدب الأطفال

هذه المقالة هي تلخيص بتصرف لأحد المباحث في الفصل الثاني: بعض الاعتبارات التربوية والسيكولوجية، من كتاب " أدب الأطفال علم وفن" للراحل: د.أحمد نجيب.

وكان محور المقالة السابقة مراحل النمو عند الأطفال وعلاقتها بخصائصهم النفسية

 

اقتباس

" وكلمة (لغة) تطلق على التعبير الصوتي أو الشفوي بالكلام، والتعبير البصري أو التحريري بالكتابة"

                                         أحمد نجيب

 



مراحل النمو اللغوي عند الأطفال:

إذا كان من الضروري أن يتفق الإنتاج الأدبي في حق الأطفال مع درجة نموهم النفسي، فإن اللغة التي يكتب بها يجب أن تتفق بدورها مع درجة نموهم اللغوي.

واللغة نوع من أنواع التعبير, ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة في هذا المجال.. ومن الوسائل التعبير المعروفة:

الغناء- والموسيقى –والرسم- والكلام- والرقص..

وكلمة (لغة) تطلق على التعبير الصوتي أو الشفوي بالكلام، والتعبير البصري أو التحريري بالكتابة.

 

(أ‌) مرحلة ما قبل الكتابة: ما بين سن (3-6) سنوات تقريبًا.

وهي المرحلة التي تسبق بداية تعلم الطفل للكتابة, وفيها يميل إلى قصص الحيوانات والطيور, وإلى الحكايات الخرافية وقصص الإيهام والخيال.. ولكنه لا يستطيع أن يفهم (اللغة) من خلال التعبير البصري التحريري المكتوب، ولذلك فإن البديل الطبيعي هو تقديم القصة من خلال التعبير الصوتي الشفوي بالكلام.

على أنه يمكن أن تنشأ محاولات أخرى لاستعمال (الرسم) كوسيلة من وسائل التعبير في مرحلة ما قبل الكتابة.. في كتب مطبوعة تحكي القصة بالرسم وحده.

(ب‌) مرحلة الكتابة المبكرة: وهي من سن (6-8) سنوات تقريبًا.

وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل في تعلم القراءة والكتابة, وهي تعادل الصفين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية.

والجديد هنا أن الكتب المصورة التي كانت تستعمل الرسم وحده كوسيلة للتعبير, أصبحت تستطيع الآن- في مرحلة الكتابة المبكرة- أن تضم إلى الرسم بعض كلمات وعبارات بسيطة في حدود ما يمكن أن يضمه قاموس الطفل في هذه السن من ألفاظ وتراكيب.

(ج) مرحلة الكتابة الوسيطة: وهي من سن (8-10) سنوات تقريبًا.

وهي مرحلة يكون الطفل قد سار فيها شوطًا لا بأس به في طريق تعلم القراءة والكتابة, وهي تعادل الصفين الثالث والرابع من المرحلة الابتدائية, ويمكن أن يتسع قاموس الطفل على أن يُراعي في العبارات المستعملة أن تكون بسيطة سهلة, مكتوبة بخط النسخ السهل الواضح.

(د) مرحلة الكتابة المتقدمة: وهي من سن (10-12) سنة تقريبًا.

وفيها يكون الطفل قد قطع مرحلة كبيرة في طريق تعلم اللغة, واتسع قاموسه اللغوي إلى درجة كبيرة, وهي تعادل الصفين الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية.

(هـ) مرحلة الكتابة الناضجة: وهي من سن (12-15) سنه تقريبًا وما بعدها.

وهي مرحلة يكون الطفل فيها قد بدأ يمتلك ناصية القدرة على فهم اللغة, وهي تعادل المرحلة الإعدادية, وما بعدها.

 

ملاحظات أساسية على المرحل السابقة:

1- هذه المراحل متداخلة, وتختلف باختلاف البيئات والمجتمعات, ودرجة التقدم العلمي, بالإضافة إلى أنها تتأثر بما بين الأطفال من فروق فردية.

 والعامل الأساسي في نمو اللغة عن الطفل هو اللذة الصادرة عن التعبير, واللذة الصادرة عن النجاح في التعبير, وأن اللغة وسيلة ناجحة في يد المتعلم.

2- بدايات هذه المراحل ونهاياتها ليست جامدة.

3- كل مرحلة من المراحل المشار إليها تضم في داخلها مراحل أخرى.

4- وهي مع كل هذا بحاجة إلى مزيد من الدراسات العميقة.

وقد حاول بعض الباحثين إحصاء الألفاظ التي يستعملها الطفل استعمالًا ناجحًا.

غير أن هذه النتائج ثمرة بحوث أجريت في بلاد أجنبية غير بلادنا, وعلى أطفال يتكلمون لغة غير لغتنا العربية.

وعلى هذا فإننا في الواقع نجد أربعة أنواع من قواميس الأطفال, هي:

1- القاموس السمعي للطفل: الألفاظ والتراكيب التي يستطيع الطفل أن يفهمها إذا استمع إليها.

2- القاموس الكلامي للطفل: الألفاظ والتراكيب التي يستطيع الطفل أن يستخدمها فعلًا في كلامه.

3- القاموس القرائي للطفل: الألفاظ والتراكيب التي يستطيع الطفل أن يفهمها إذا رآها مكتوبة.

4- القاموس الكتابي للطفل: الألفاظ والتراكيب التي يستخدمها فعلًا في كتابته.

 

في مقالة لاحقة إن شاء الله نتناول بعض السمات المميزة للغة العربية وعلاقتها بالكتابة الموجّهة للطفل.

الجمعة، 9 سبتمبر 2022

كيف تكتب قصة أطفال في 10 خطوات؟

 كيف تكتب قصة أطفال في 10 خطوات؟


 

يرى الكاتب والباحث في مجال أدب وإعلام الطفل السعودي فرج دغيم الظفيري أن الكثيرين استسهلوا الكتابة للأطفال، وإن كانت الكتابة في حدِّ ذاتها ليست صعبة.

وعلى سبيل تبسيط الأمور، قال مؤسس منتدى أدب الطفل، رئيس تحرير مجلة باسم سابقاً: إنه يمكن - في هذه العجالة - الاقتصار على عنصرين من العناصر التي يتخوَّف منها المتخصِّصون والمتخصِّصات في الكتابة للأطفال، والمربون والمربيات وأولياء الأمور.

 

أولهما: المحتوى المقدَّم للطفل، فغير المتخصص في الكتابة للطفل قد يقتحم موضوعات لا يعالجها بشكل صحيح.

وثانيهما: اللغة التي تصاغ بها القصة، فقد لا يوفَّق المقتحمون للمجال لاختيار المفردات والتراكيب التي تناسب الأطفال، أو تلبي احتياجاتهم اللغوية.

ومن أجل كتابة قصة للأطفال، وضع مؤلف كتابي «الأقدام الطائرة» و«في قاع البئر وقصص أخرى» وغيرهما عشر خطوات قبل وضع عنوان القصة كالتالي:

 

1.        حدد جمهورًا:

من الضروري تحديد المرحلة العمرية التي تعتزم الكتابة لها.. لأن كل مرحلة لها خصائص نفسية وعقلية ووجدانية، وتختلف قدراتهم اللغوية وآفاق خيالهم..

 

2.        اقتنص فكرة:

ابحث في حياتك الشخصية، أليس في طفولتك حادثة تستحق أن تحكى؟ إذن هي قصة بإضافة بعض الخيال. أما منجم الأفكار فهو مشكلات الأطفال. انظر للمشكلة من وجهة نظر الطفل مهما كانت تافهة. لا تستخف بهذه المشكلة فقد تكون - من وجهة نظر الأطفال- تستدعي تدخل الأمم المتحدة!.. اقتنص فكرة وقدّمها بمعالجة مبدعة.

 

3.        ارسم شخصيات:

قصص الأطفال لا تحتاج إلى الكثير من الشخصيات، إذن ركّز على الشخصية الرئيسية في قصتك، وارسمها في خيالك، اجعلها واضحة في ذهنك: بمظهرها ومخبرها، وطريقتها في الحركة أو الكلام، ودوافعها ورغباتها.. حتى لو لم يظهر كل ما تخيلته في قصتك.. ولا تنسَ الشخصيات الثانوية ذات الأهمية. وإذا كانت شخصية قصتك مثالية فتخلَّص منها..

 

4.        أنشئ بيئة:

القصة تدور أحداثها في مكان معين على سطح الأرض، أو تحت الماء، أو في الفضاء.. أو في عالم خيالي لا وجود له.. مهم أن تكون البيئة المكانية واضحة المعالم بالنسبة لك، قبل قرائك، ليست البيئة المكان فقط.. فالزمان مهم.. متى جرت أحداث القصة؟ في أي حقبة تاريخية؟ أو في أي وقت من ليل أو نهار..

 

5.        ابدأ بتشويق:

حاول أن تجذب القارئ الصغير من السطور الأولى. اجعل المقدمة مشوّقة ومحفّزة لإكمال القراءة.. وانسَ الأساليب التقليدية والمقدمات النمطية التي تبدأ بتعريف طويل بالشخصية.

 

6.        اربط الأحداث:

اجعل الأحداث مترابطة بشكل منطقي ومقبول، ولا تستخف بعقول الأطفال. ولتحصل على ربط سليم: تأمل أحدث القصة، حلل أجزاءها، ركّز على مشاعر، واستعمل خيالك.. واكتب المهم واستبعد الأحداث غير المهمة.

 

7.        حاور بذكاء:

اجعل حواراتك في القصة مختصرة، ومعبرة عن المطلوب، بأقل عدد من الكلمات، لا تجعل الحوار يطغى على القصة.. اجعل الحوار أقل من السرد.. والحوار الجيد هو الذي يلائم الشخصية، فلن يتحدَّث طفل غير متعلّم كفيلسوف ينثر درر حكمته في أنحاء قصتك.

 

8.        افتعل أزمة:

إثارة المشكلات والفتن شيء بغيض إلا عندما تقود قصتك نحو التأزيم.. اجعل القصة تتجه نحو أزمة تجعل البطل في حيرة من أمره، ويجب عليه أن يتخذ قرارًا مصيريًا.. اجعله يصارع من أجل هدفه أو من أجل البقاء.. قد يكون صراعًا مع بشر أو مع حيوانات أو مع الطبيعة.. أو صراعًا داخليًّا مع نفسه!.. باختصار مهمتك أن تزيد الأمر تعقيدًا.

 

9.        أوجد حلًّا:

إذا كنتَ ورّطت بطل قصتك في مشكلة عويصة، وجعلته محشورًا في ذروة أزمة.. عليك أن تمد إليه يد المساعدة قبل يسقط في الهاوية، أوجد حلًّا مقبولًا.. حلًّا منطقيًا..يعتمد على المعطيات التي قدّمتها في أثناء القصة.. وأفشل الحلول تلك التي تعتمد على المصادفات، والحلول الغامضة.

 

10.  اختم ببهجة:

يحب الأطفال أن يُنهوا القصة وهم في فرح وابتهاج.. لا أحد منهم يحب أن ينهي قصته وهو يمسح دموعه في يأس وإحباط؛ فلا يزال مشوار الحياة طويلًا، سيبكون حتى يشبعوا.. أما في طفولتهم فهم بحاجة إلى القصص مفرحة وتفاؤلية وإيجابية.. تدعوهم إلى مزيد من القراءة.



نشر في جريدة القبس- الكويتية، يوم الجمعة 9 سبتمبر 2022
 


السمات المميزة للغة العربية

السمات المميزة للغة العربية هذه المقالة هي تلخيص بتصرف لأحد المباحث في الفصل الثاني: بعض الاعتبارات التربوية والسيكولوجية، من كتاب " أد...